الخميس، 4 أبريل 2013

كم أحب طالباتي !! *



من أسعد أوقاتي .. ومن أكثر لحظات حياتي تأثرًا .. تلك اللحظة التي أتواصل فيها مع إحدى طالباتي سابقـًا .. ذلك أنها ليست مضطرة لمحادثتي والتواصل معي .. إنما هي تفعل ذلك لأنها وفية .. ولأنها لطيفة .. ولأنها دافئة القلب ..



ومن فضل الله مازال لدي تواصل مع بنيات رائعات  .. منهن من انتقلت إلى الثانوية .. ومنهن من تدرس في الجامعة .. ومنهن من تخرجت منها .. ومنهن من أنشأت عائلة .. ومنهن من غدت أمـًا !! (":

وقد زادتني كل منهن شرفا إذ جعلتني جزءا من حياتها .. وأشركتني في أخبارها .. وأسعدتني ببشاراتها .. وسرتني بإبداعاتها ..




قلت لطالباتي مرارا .. وسأكررها : لاشيء يسعد معلمتكن أكثر من أن ترى ابنتها وطالبتها أفضل منها وأكثر نجاحا وأعظم إبداعا ..




دائما ما أحب أن  أتخيل الغد المشرق .. ومن بين الصور التي تخطر على بالي  وقد نقلتها لطالباتي وضحكن عليها كثيرا .. صورتي وأنا مسنة في عيادة طبيبة كانت طالبة عندي .. وتعتني بي ممرضة كانت ضمن طالباتي (:





ولكن مخيلتي تبتكر يوميا صور جديدة   ؛؛
 فهاهي إحداكن داعية أحرص على حضور مواعظها .. وتلك فقيهة آخذ عنها ديني ..
والأخرى أستاذة جامعية أو معلمة  تدرس ابنتي وأحفادي  ..
وتيك مهندسة ديكور تساعدني في تصميم منزلي ..
وها أنا أقرأ في الصحيفة تحقيقات ومقالات سطرتها أقلامكن الشجاعة الموهوبة ..
وأشتري كتابا حقق أعلى المبيعات ألفته كاتبة استثنائية منكن ..
وحين أرتاد المشغل تعتني بي منكن فنانة تجميل متمكنة ..
 ثم أشتري ملابسي من تصميم إحداكن؛ فنانة أنشأت باسمها دار أزياء ناجحة ..
وأعلق على جدران منزلي لوحات رائعة لرسامة بارعة لطالما رسمت على ظهر أوراق اختباراتي مقدمات إبداعها (:
وأرتدي حليا ومجوهرات صاغتها أيديكن المبدعة ..
أتتذكرن تلك الطبيبة ؟؟ لقد وصفت لي دواء اكتشفته باحثة منكن لطالما أدهشتني وهي صغيرة بصبرها ودقتها ..
وتلك أنا أعد لعائلتي وجبة وجدت وصفتها في كتاب وضعته طاهية رائعة منكن ..
وأتقابل في المناسبات والأماكن العامة مع  صغار مهذبين ربتهن أمهات عظيمات عرفتهن يوما ما حين كنِّ صبايا محببات خاليات البال ..
 وفي نهاية اليوم أضع رأسي على فراش اشتريته من متاجر سيدة أعمال ناجحة كانت فيما مضى طالبتي ..
عندئذ .. أنام قريرة العين باسمة الشفتين لأن هاته الفتيات الحبيبات الرائعات الناجحات كن يوما ما جزءا من حياتي .. ومازلن ..
عشرات الصور تبتكرها مخيلتي ومازالت تبتكرها وتداعب بها عاطفتي وتحرك بها مكامن شعوري ..

كم أحب بنياتي !! كم أحب طالباتي !!





* بقلم : ريم بنت تركي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق