الأحد، 2 فبراير 2014

خسرت صديقة عزيزة.. *

خسرت صديقة عزيزة..
قبل يومين دقت صديقتي المسمار الأخير في نعش صداقتنا..
حزني ﻻيوصف.. والحمد لله على كل حال..

عرفتها قبل 15عاما..
إنسانة طيبة القلب وإن كانت سريعة الانفعال.. وفية وإن كانت حادة الطباع..
أخلصت لي، وبادلتني المودة بمثلها..
تغافلت عن هفواتها ونقائصها في مقابل وفائها وإخلاصها اللذين منحتهما لي صافيين..
تحملت حدتها وسرعة انفعالها لما رأيت صدق مودتها يلمع خلف ستار الفظاظة..

ولكن..  خلال العامين الماضيين تحولت صديقتي هذه من نحلة إلى دبور ؛؛
كانت شخصا وفيا مخلصا نافعا.. وبعد صدمة قاسية مرت بها تحولت إلى دبور ﻻسع وشخص مرير ..
العجيب أنها وجهت مرارتها ليس إلى الأشخاص الذين جرحوها أو الذين خذلوها.. ﻻ.. بل وجهتها إلينا نحن؛؛ نحن الذين أحببناها ودعمناها ووقفنا بجوارها!!!
وكأنها قررت بعد صدمتها أن ﻻ أحد يستحق العناء.. بما في ذلك نحن!!!

وفوق العدوانية الجاهزة طيلة الوقت.. أصبحت تعاملنا باستهانة واستخفاف يقارب اﻻحتقار..
توجه إلينا غالبا عبارات جارحة..
تختلف عباراتها لفظا.. لكن مفادها واحد: ﻻأريدكم.. لست بحاجة إليكم.. سيسرني اﻻبتعاد عنكم.. أنتم ﻻتستحقونني..أنت ناكرو معروفي وجاحدو جميلي!!!
هذه وغيرها من المعاني الجارحة التي تشعر سامعها بأنه ﻻشيء بالنسبة لها.. تشعرنا بالكراهية والرفض..
تجعلنا نتساءل: ماذا فعلنا لنستحق هذا الجفاء؟!!
غيرنا جرحها ونحن -مع الأسف- الذين دفعنا الثمن!!!

زد على ذلك أنها لم تعد تسعد لنا وتتمنى لنا الخير.. طورت شعورا وسلوكا منفصلين عنا، ﻻمباليين بنا..
طريقة شعورها بنا وسلوكها معنا غريبان جارحان.. كما لو كنا أغراب بالنسبة إليها.. أو ربما حتى أعداء!!!

ظللت طيلة عامين وزيادة أتجاهل فظاظتها ونوبات هجومها، وألتمس لها العذر فيها..
لكن كيف تتظاهر بأنك ﻻتسمع من يخبرك باستمرار أنه لم يعد يريدك جزءا من حياته؟؟؟
كيف تتغافل وصديقك يصر على التأكد من أنك سمعت ذلك؟؟ وبعدة أساليب!!!

منذ فترة أيقنت أنها لم تعد صديقتي.. بل لم تعد الشخص الذي عرفتها عليه يوما.. لكنني لم أستطع أﻻ أبالي بها..
ولم أتمكن من إيقاف حزني لفراقها..
وهاأنا ذي منذ ساعة المسمار الأخير قبل يومين:
حزينة ، مصدومة ، قلبي مرهق ونازف، تملؤني التساؤلات حولها..حول نفسي..حول الثقة والمودة اللتين منحتهما إياها..
ترى.. هل كانت صديقتي يوما؟
أتراها كانت صديقتي فعلاً؟
أم أنا التي كنت أحسبها صديقة؟
ماذا بدر مني لتصل الأمور إلى هذا الحد؟
كيف أخطأت الحكم عليها بهذا الشكل؟
والسؤال الأهم.. لماذا ﻻأتمكن من الالتفات إلى الجانب الآخر والمضي قدما دون ألم؟
إلى متى أظل قوية أمام كبار المصائب، ثم يصرعني غدر الأحباب بهذا الشكل؟؟!!!
متى أصير أقوى وأصلب؟؟؟ أحين أبلغ السبعين مثلاً؟؟!!!

أنا غاضبة للغاية من نفسي..من هشاشتي..من خياراتي..

الحمد لله على كل حال..
إنا لله وإنا إليه راجعون..
اللهم اؤجرني في مصيبتي بصديقتي، وأخلف لي خيرا منها..
اللهم اجزها خيرا على ما مضى من طيب صداقتها، ووفقها في قابل الأيام، وأصلح حالها وبالها..
اللهم ارزقني عنها خير عوض يا رزاق ياكريم يارحيم..
اللهم زدني منك قربًا.. وبك تعلقًا.. وعليك إقبالاً.. وكن لي عونًا يا أملي..ياالله..آمين


بقلم: ريم بنت تركي





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق