الخميس، 21 مارس 2013

الرحمة

الرحمة .. خلق الأنبياء والرسل .. ومن قبل ذلك فقد جعل الله لها اسمين من أسمائه الحسنى سبحانه ؛ الرحمن والرحيم ..
والكثير من الأسماء الحسنى تحمل معنى الرحمة ؛ فإن رزقه -تعالى- رحمة .. وهبته رحمة .. ومغفرته رحمة .. وكرمه رحمة .. وعدله رحمة .. وماقدمه لنا أو أخره عنا فلرحمته بنا ..

وقد ملأ سبحانه الكون لنا بنماذج الرحمة ؛
فنحن نراها في إشفاق الطيور والحيوانات على صغارها .. واعتنائها بها ..وحنوها عليها .. حتى الكواسر تذهلك برحمتها  بصغارها !!
ونرى رحمة الله بنا في حركة الكون من حولنا ؛ فنزول المطر رحمة .. وشروق الشمس رحمة .. وطلوع القمر رحمة .. وتقلب الفصول رحمة .. هبوب الرياح رحمة .. خلق الجبال لتثبت الأرض رحمة .. خلق السهول لنعيش فيها رحمة .. خلق البحار لأنواع مختلفة من الحياة والمنافع رحمة ..
إن مجرد تقسيم اليوم إلى ليل ونهار رحمة بالبشر الذين يرحمهم الله وإن لم يرحموا أنفسهم ؛ فالكون بأسره يهتف لك حين تغيب الشمس: أن قد حان وقت الراحة .. وإن لم ترد أنت ذلك !!

والراحمون كما ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرحمهم الله !!
ومادام الأمر عظيما ومثيبا إلى هذا الحد فأين نحن من الرحمة ؟؟ وأين قلوبنا ؟؟ 
أحسب أن قلوبنا تسعد إذا رحمت لأنها تريد  أن تشعر .. أن تحب ..  أن ترحم ..
فلماذا نحرم قلوبنا متعة الرحمة وسعادة الإشفاق ؟! لماذا نجمدها ونمنعها من الحياة ؟!
الرحمة دليل الإنسانية .. وبرهان حياة القلب .. ولا غنى لنا عنها بكل أنواعها ؛
  رحمة أحدنا بنفسه ؛ فلا يثقلها بالمعاصي والذنوب والمظالم ..
 رحمته بوالديه ؛ فلا يحزنهما , ولايحملهما كل نقيصة في شخصه , ولايلومهما على كل اضطراب في حياته ..
 رحمته بمن حوله ؛ فلا يعسر معاملته معهم , ولا يدقق في تصرفاتهم , ولا يرهبهم , ولا يضيق عليهم ..

المؤمنون كما وصفهم القرآن : " أشداء على الكفار رحماء بينهم  " .. رحماء بينهم .. رحماء ..
 والمؤمن كما ذكر حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هين , لين "..

فمابال إحدانا تعبس في وجه أختها ؟؟!!! وتدقق محاسبتها على أقل هفوة ؟؟!!! وقد تغاضبها لمجرد سوء ظن ؟؟!!!
ألكي يقال عنها (شخصية) ؟ ويرهب جانبها ؟؟ ويحسب لها ألف حساب  ؟؟
فقد قيل .. وقد حسب .. فماذا بعد ؟؟؟؟
فلتعلم تلك ( الشخصية التي يحسب لها ألف حساب ) أنها قد خالفت وصف المؤمنين في القرآن والسنة ..
ونحن أحق الناس بسماحة بعضنا البعض .. ونحن أولى الناس بإحسان الظن ببعضنا البعض .. 
فلندخر تلك الشدة للعدو .. للعدو فقط .. 
ولنسمح لتلك الرحمة التي أودعها الله في قلوبنا أن تظهر .. أن تفيض .. أن تحيا بها قلوبنا .. وأن تسعد بها قلوب من حولنا ..

فلأكن رحيمة .. لأنني مؤمنة .. لأنني -إن شاءالله- مؤمنة ..


بقلم : ريم بنت تركي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق